الأربعاء، 3 يوليو 2013

احتياطات غاز ضخمة في شرق إفريقيا :


وكالة رويترز
يمكنك الآن أن تضيف الغاز لأصول إفريقيا من حياة برية خلابة وأراض شاسعة وشواطئ مشرقة فالاكتشافات الجديدة ضخمة إلى حد قد يغير مسار تدفقات الطاقة العالمية وأوضاع بعض من أفقر دول العالم.
وتشير تقديرات إلى أن الاكتشافات الجديدة التي أعلنت الأسبوع الماضي فقط قبالة سواحل تنزانيا وموزمبيق تكفي لامداد فرنسا وألمانيا وبريطانيا وايطاليا بالغاز لمدة عام على الاقل وربما أكثر بكثير.
ودفعت هذه الاكتشافات وغيرها في شرق افريقيا العام الماضي أسعار أسهم شركات صغيرة للصعود وأججت معارك استحواذ وأقلقت منتجي النفط في مناطق أخرى.
وبدأت بالفعل مناقشة كيف يمكن أن تسهم الثروة التي تجلبها هذه الموارد في تحسين مستوى المعيشة بدلا من أن تتسبب في تفاقم الفساد وتشويه اقتصادات شرق افريقيا التي تتميز بتنوع نسبي في الوقت الذي تبدأ فيه الانطلاق لافق أرحب.
وبزغ نجم شرق إفريقيا كمنطقة منتجة للنفط في السنوات الأخيرة رغم أن الاكتشافات في أوغندا وكينيا أصغر منها في عمالقة غرب إفريقيا إلى الآن.
وطغى على الحماسة تجاه النفط اكتشافات معظمها لغاز بحري قبالة الساحل الشرقي لافريقيا على المحيط الهندي من كينيا إلى موزمبيق.
وقال نيك كوبر الرئيس التنفيذي لاوفير انرجي التي ارتفع سعر سهمها لأكثر من المثلين في أربعة أشهر "الإثارة لا تتوقف. الأنباء تتابع بسرعة وبقوة."
وأعلنت مجموعة بي.جي البريطانية المنتجة للغاز شريكة اوفير عن اكتشاف مهم قبالة سواحل تنزانيا الاسبوع الجاري. كما اعلنت اناداركو بتروليوم الامريكية للتنقيب عن النفط ومجموعة ايني الايطالية للنفط عن اكتشافات أكبر قبالة سواحل موزمبيق.
وتقدر اناداركو الاحتياطيات قبالة سواحل موزمبيق عند 50 تريليون قدم مكعبة (1.4 تريليون متر مكعب) أي ما يعادل تقريبا احتياطي ليبيا المؤكد.
وتقول ايني إن منطقة تنقيب مجاورة ربما تحتوي على 52 تريليون قدم مكعبة من الغاز. وعبر الحدود تقول بي.جي واكسون موبيل وشتات اويل إن ربما لديها 20 تريليون قدم مكعبة.
وربما تقبع 253 تريليون قدم مكعبة قبالة سواحل كينيا وتنزانيا وموزمبيق حسب تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية مقارنة مع 186 تريليون قدم مكعبة في نيجيريا أكبر منتج للطاقة في افريقيا.
والطلب ضعيف من دول شرق إفريقيا الصغيرة ولكنها اقتصاديات سريعة النمو لذا فان أغلبية الغاز سيكون متاحا للتحويل إلى غاز طبيعي مسال لإمداد سوق عالمية متنامية للوقود الذي يسبب تلوثا اقل من الفحم.
وصرح جيم هاكيت الرئيس التنفيذي لاناداركو لمجلة شركة ايني "يمكن ان نساعد موزمبيق لتصبح من اكبر ثلاث دول مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم."
ووفق الحسابات فان موزمبيق ربما تنافس الجزائر كسادس اكبر مصدر للغاز على مستوى العالم بحلول منتصف العقد المقبل.
وقال فيليب وولف رئيس استثمارات النفط والغاز في بنك الاستثمار يو.بي.اس انه قد تكون هناك 12 وحدة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال ويبقى غاز يحول لوقود سائل وهي تكنولوجيا لتحويل الغاز لوقود للسيارات.
ويمكن لعدد 12 خط إنتاج ضخ 60 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال. واستهلكت اليابان اكبر مستورد في العام نحو 78 مليون طن العام الماضي.
ومن مزايا شرق افريقيا تكلفة بناء المصانع الاقل والتي تصل لمليارات الدولارات وذلك مقارنة بدول مثل استراليا.
وتعتبر شرق إفريقيا مستقرة سياسيا مقارنة بكثير من المناطق في الشرق الأوسط ومناطق عديدة في إفريقيا رغم أن القراصنة الصوماليين في المحيط الهندي ربما يثيرون قلقا بشأن الشحنات الضخمة من الوقود.
وستكون شركات التنقيب الصغيرة المستفيد الفوري من الطفرة.
وقبلت كوف انرجي المساهمة في امتياز اناداركو عرضا بملياري دولار من رويال داتش شل. وارتفع سعر سهمها لأكثر من ثلاثة أمثاله في ثمانية أشهر.
واشترت اوفير انرجي شركة دومينيون بتروليوم هذا العام وتتردد شائعات متكررة عن أنها هدف لأنشطة استحواذ وجرى ربط شركات نفط هندية وتايلاندية وصينية تابعة للدولة بعروض لشراء شركات في المنطقة.
وبأسعار اليوم فان انتاج موزمبيق الذي قد يصل إلى ما بين 30 إلى 40 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال يعني ايرادت تقدر بنحو 30 مليار دولار أي أكثر من ثلاثة أمثال الناتج المحلي الإجمالي الحالي للبلد.
وموزمبيق من أسرع الدول نموا في احدي أسرع المناطق نموا في العالم حيث يزيد متوسط الدخل قليلا على 400 دولار سنويا.
والعاصمة مابوتو عبارة عن ميناء مزدحم ولكنها متهالكة وتبرز بعض المباني الانيقة وتشيد بها شركة اناداركو مقرا اقليميا جديدا كما تتناثر على الشاطئ منتجعات سياحية فخمة. ولكن معظم اجزاء موزمبيق عبارة عن مجموعة من القرى تربطها طرق غير معبدة.
وبدأت الأموال تتدفق بالفعل. وتقول ايني إنها تتوقع إنفاق 3.1 مليار يورو (3.9 مليار دولار) في موزمبيق بين عام 2012 و2015. ومن المرجح أن تنفق اناداركو وشركاؤها أكثر.
والسؤال ما حجم الاستفادة الفعلية التي سيجنوها من المنطقة؟.
ولا توجد في العقود الحالية بنود تشترط الاستعانة بعناصر محلية كما هو الحال في دول مثل البرازيل وهو ما يعنى إلقاء الفتات للشركات المحلية ويتطلب البناء السريع جلب العمال والمعدات من الخارج.
وقال بريان ديمز رئيس شركة اسكوم للكهرباء في جنوب إفريقيا "ينبغي أن يجري الأفارقة هذه المناقشات مبكرا لتحديد كيفية تطوير الموراد بما يحقق مصلحتهم."
وتابع "ينبغي تصدير جزء منها ولكن لا يتعين أن تكون بمنزلة استعمار جديد لإفريقيا." ويأمل أن يتمكن أكبر اقتصاد في إفريقيا من تخفيف حدة أزمات الكهرباء بربطه بمحطات توليد كهرباء تستغل اكتشافات الغاز الجديدة
وتستطيع حكومات شرق إفريقيا توقع زيادة كبيرة للإيرادات.
وإذا حصلت دول المنطقة ولو على نصف حصة قطر - التي ينظر إليها على أنها تدير ايرادات الغاز بحكمة بالغة - فيمكنها جميعا أن تتوقع ضرائب عشرة مليارات دولار سنويا. ويقارن هذا المبلغ بميزانية كينيا السنوية وتبلغ 13 مليار دولار وثمانية مليارات في تنزانيا وأربعة مليارات دولار فقط في موزمبيق.
وقال ماركو ويمر زميل أبحاث برنامج إفريقيا في تشاثام هاوس في لندن "المشكلة انه حين تعتمد حكومة على إيرادات الغاز والنفط لا يكون ثمة حافز لتطوير قطاعات أخرى في الاقتصاد."
وثمة درس مستفاد من الدول على الطرف الغربي للقارة مثل نيجيريا وانجولا حيث تفتقران لحكم قوي وحيث أضحي إيجاد وسيلة للحصول على حصة من حصيلة النفط والغاز الهدف الرئيسي.
وتدفع ثروة الموارد الطبيعة الصفوة لترسيخ إقدامهم ويتفاقم الفساد. وهذه المشكلة قائمة بالفعل في دول شرق إفريقيا التي كان التنوع مصدر قوتها في أغلب الأحوال حيث تتباين مصادر الدخل من سياحة وتعدين وسلع زراعية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق